.

تعديل

كتاب (عطايا النيازك الثمينة)



  كتاب من تأليف الدكتور علي عبدالله بركات، مدير المتحف الجيولوجي المصري. نُشر الكتاب الذي يقع في 166 صفحة باللغة الانجليزية في 2012 في الولايات المتحدة.
 
  ملخص عام:
  النيازك أو الأحجار السماوية هي أجسام صلبة تسقط من الفضاء الخارجي على الأرض، بأحجام مختلفة. وتأتي
هذه النيازك من مصادر مختلفة؛ أهمها الكويكبات والمذنبات التي توجد في المجموعة الشمسية. وتكثر الدراسات والكتب والمنشورات التي تتحدث عن النيازك كظاهرة طبيعية يتناولها الباحثون بالدراسة والبحث، ويفيضون في وصف خصائصها وأهميتها العلمية. ويكثر الحديث من خلال الكتب والمجلات
ووسائل الإعلام المختلفة عن أخطار النيازك، وما يمكن أن تشكله ارتطاماتها الكبيرة من مخاطر على الحياة الأرضية. وقد ثبت أن التقارير التي تسجل أخطار النيازك مبالغ فيها بصورة واضحة. فالنيازك لم تشكل خطرا يذكر على الناس. وأخطارها مقارنة بالظواهر الطبيعية الأخرى، لا تكاد تذكر. فكم من مرة سقطت فيها النيازك حول الناس ولم تصب منهم أحدا بأذى؟. وفي الوقت الذي بالغت فيه الدراسات في وصف أخطار النيازك، فقد أغفلت جانب مضيء من جوانب الأحجار السماوية، وهو النفع الاقتصادي. فناهيك عن الفوائد العلمية للنيازك، التي جعلت احد العلماء البارزين في تاريخ العلم الحديث، يصفها بأنها تمثل "مسابير كونية" مجانية تفضي للباحثين بما يجري في الفضاء الخارجي من عمليات، وطبيعة الأجسام التي تشكل -على الأقل- أعضاء المجموعة الشمسية.  فالنيازك ذات فوائد مادية لا يمكن حصرها، بداية من الحديد الذي قدمته مجانا للبشرية، فاستخدم في مختلف الصناعات في العصور القديمة التي لم تكن البشرية خلالها قادرة على استخلاص الفلز من خاماته الأرضية، إلي الأحجار الكريمة التي تستخرج من بعض أنواع النيازك، كالزبرجد والألماس. كما أن تجارة النيازك تسهم بدور معروف في تنمية بعض المناطق المهمشة في العالم، إذ يجمعها السكان المحليون ويبيعونها ليعيشوا على ما يحصلون عليه من تجارتها من أموال.
 
  و إضافة إلي الفوائد الاقتصادية للنيازك ذاتها، فإن ارتطام النيازك بالأرض يسهم في تكون رواسب معدنية ذات فوائد اقتصادية كبيرة. فالفجوات الغائرة في سطح الأرض والتي تنجم عن تأثيرات ارتطام النيازك بالأرض والتي تعرف بالفوهات النيزكية، تصير مكامن لتجمعات المياه العذبة التي تستغلها التجمعات البشرية في الحصول على الماء، أو المياه المالحة التي تستغل في الحصول على منتجات الأملاح المختلفة، كما هو الحال في فوهة (غور) تسوينج بجنوب أفريقيا، التي استغلت على مدى عقود في استخراج الأملاح. كما أن الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية. إن تكون الفوهات النيزكية ينشأ من تأثير ارتطام النيازك العملاقة بالأرض مما يترتب عليه ضغوطا وحرارة هائلتين. وهذا من شأنه أن يقود إلي تكون هذه الفجوات أو الأغوار، وتحولات في بنية المعادن التي تشكل صخور القشرة الأرضية في مواقع الارتطام، إلي معادن ذات قيمة اقتصادية عالية؛ فمثلا تتحول الرمال إلي مواد زجاجية تدخل في صناعة الأحجار الكريمة كالزجاج الليبي، الذي يوجد في الجنوب الغربي من الحدود المصرية، والذي استغل منذ أقدم العصور في صناعة المجوهرات كونه مادة خضراء زبرجدية اللون. وقد استغله قدماء المصريين في تشكيل الأدوات الحجرية، وفصوص الأحجار الكريمة، خلال العصور المختلفة بداية من عصور ما قبل وحتى الوقت الراهن. وكذلك زجاج المولدفيت الأخضر الزبرجدي، الذي يوجد في جمهورية التشيك، واستخدم خلال الأزمنة المختلفة كحجر كريم أقبل على اقتناء مشغولاته الملوك والأمراء. وإضافة إلي ذلك فإن الكثير من الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل رواسب النيكل والنحاس التي تكونت نتيجة لحدث ارتطام نيزكي، أحدث غور سدبري بكندا في العصور الجيولوجية السحيقة. ويعتبر موقع هذا الغور أكبر مواقع استخراج النيكل على مستوى العالم.
 
  وإلي جانب الرواسب المعدنية التي تستغل من الأغوار النيزكية، فإن هذه الأغوار ذاتها تتخذ كظواهر جاذبة للسياحة العلمية وهي بذلك تسهم في تنمية المناطق التي توجد بها في العالم، حيث يؤمها آلاف السياح الذين يهتمون بالظواهر العلمية.
 
  إن تأمل المنافع الاقتصادية للنيازك، قد يفضي لمعرفة أن جميع المواد الهامة في القشرة الأرضية من حديد وبلاتين وألماس ونيكل وغيرها، قد جاءت أصلا من النيازك. فمن يدري؟ فقد أدرك الشاعر والفيلسوف العربي أبو العلاء المعري ما لم يدركه أحد في سالف الزمان عندما أنشد يقول:
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الـ       أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
  فقد أدرك بإحساس علمي مرهف إسهام مكونات الكائنات الحية في نمو القشرة الأرضية قبل غيره. فمن كان يدرك وقتها أن جبالا تتكون من بقايا تلك الكائنات التي كانت تعيش يوما على الأرض. وفي الأساطير إشارات إلي المواد المهمة التي تتشكل من سقوط الأجرام السماوية. فأسطورة كاتنجا تقول: إنه في سالف الزمان سقطت على الكونجو نيران شديدة مدمرة، فتكونت عنها المعادن الثمينة في قشرة الأرض في تلك المواقع المحيطة بها.
 
  الهدف من الكتاب:
  يهدف هذا الكتاب لتقديم الجوانب النفعية للأحجار السماوية التي تتساقط من الفضاء الخارجي على الأرض، من خلال رحلة في التاريخ الطويل لتسجيلات سقوط النيازك، التي تم التعرف عليها في تسجيلات الحضارات القديمة، عبر ثلاثة محاور:-
 |الأول: تعريف بسيط للقارئ العادي بالنيازك أو الأحجار السماوية التي تسقط على الأرض بأحجام كبيرة أو صغيرة، والظواهر التي تصاحب سقوطها وطبيعتها وأنواعها.
 |الثاني: دحض الدعاوى التي انتشرت عن أخطار النيازك، وذلك من خلال تفنيد الروايات التي بالغت في تضخيم أخطار النيازك. وتبيان أنه لا يوجد تقرير موثق يذكر حادثة قتلت فيها النيازك أحد من الناس، أو أصابته إصابة خطيرة. فأخطار النيازك لا تقارن بأي حال من الأحوال مع أخطار الظواهر الطبيعية الأخرى،؛ كالزلازل والبراكين وغيرها.
 |الثالث: الفوائد الاقتصادية للنيازك، والتي تتمثل في تجارتها، وما يحصل عليه الإنسان من معادن مثل الحديد، والزبرجد والألماس. وبالإضافة إلي ما يحصل عليه الإنسان من النيازك، فإن ارتطام النيازك بالأرض، يؤدي إلي تكون معادن نفيسة أيضا، منها؛ زجاج التكتيت، والمولدفيت، والزجاج الليبي، والألماس. إن مواقع الصدمات النيزكية تعتبر مناجم لاستخراج أهم الفلزات في العالم، مثل؛ النيكل والنحاس من منطقة غور سدبري في كندا، والألماس من سيبريا. كما أن مواقع الصدمات النيزكية ذاتها تعتبر مناطق جذب سياحية تسهم في دعم اقتصاد الدول التي تعنى بها.
 
  فصول الكتاب
 |الفصل الأول: النيازك
يهدف هذا الفصل لتقديم معلومات مبسطة ، تناسب القاري العادي، عن النيازك وطبيعتها وظواهر سقوطها وأقسامها الرئيسية ومكوناتها، ومصادرها الرئيسية.

 |الفصل الثاني: أنواع النيازك
ويقدم أهم أنواع النيازك الثلاثة؛ النيازك الحديدية والحديدية الحجرية والحجرية، ونسب سقوطها على الأرض، وأهم مميزات كل نوع منها من حيث الأحجام والمكونات الكيميائية والمعدنية.

 |الفصل الثالث: الصدمات النيزكية
ويهدف إلي تعريف النيازك العملاقة، وما يحدث عند ارتطامها بالأرض، وتأثير الطاقة العالية التي تنشأ عن عملية ارتطام وتأثيراتها على صخور ومكونات القشرة الأرضية، والمعادن التي تنشأ من تأثيرات الحرارة العالية والضغط المرتفع المتولدان عن عملية الارتطام.

 |الفصل الرابع: أخطار النيازك- بين الحقيقة والخيال
 ويهدف إلي دحض الكلام المتناثر عبر وسائل الإعلام عن أخطار النيازك، إ> يستعرض التقارير الخاصة بسقوط النيازك منذ أقدم العصور حتى الوقت الراهن، مبينا أن أخطار النيازك لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بأخطار الظواهر الطبيعية الأخرى.

 |الفصل الخامس: تقديس النيازك
ويهدف لعرض مظاهر الاعتزاز بالنيازك الساقطة منذ العصور القديمة وحتى العصور الحديثة، واهتمام الناس بها بصفتها مادة تأتي من الفضاء الخارجي، تصاحبها ظواهر ضوئية وصوتية جديرة بالتأمل.

 |الفصل السادس: الحديد: هبة النيازك
ويهدف لتبيان مدى ما تسهم به النيازك في إثراء القشرة الأرضية بعنصر الحديد، الذي يشكل غالبية النيازك الساقطة على الأرض. كما يعرض للحديد الفلزي الخالص الذي قدمته النيازك للإنسان عبر العصور، ومدى الاهتمام الذي حظي به الحديد النيزكي، الذي يعتبر عند البعض مادة تتمتع بخصائص سحرية.

 |الفصل السابع: أحجار السماء الكريمة
ويقدم للأحجار الكريمة التي يمكن الحصول عليها من النيازك مباشرة، مثل؛ الزبرجد والألماس.

 |الفصل الثامن: منح من السماء
ويهدف لتقديم تجارة النيازك وما أسهمت به من تنمية المناطق المهمشة في العالم، من خلال أمثلة محددة أسهمت فيها تجارة النيازك على تحسين مستوى المعيشة للناس في القرى النائية، والمناطق المعزولة عن العمران.

 |الفصل التاسع: أحجار كريمة من الصدمات النيزكية
ويقدم للمعادن الثمينة التي يحصل عليها من مواقع الصدمات النيزكية، مثل؛ زجاج التكتيت، والمولدفيت، والزجاج الليبي، والألماس. مع نبذة تاريخية عن استخدامات بعض تلك المواد عبر العصور، وقيمها الجمالية.

 |الفصل العاشر: تعدين مواقع سقوط الكويكبات
يهدف هذا الفصل لتعريف القارئ بأهمية الرواسب المعدنية التي تتكون في مواقع ارتطام الأجسام السماوية بالأرض، التي لو أحسن البحث عنها وتحسين طرق استغلالها، لأغنى عن رغبات الدول الكبرى في الذهاب للفضاء لتعدين الكويكبات في أماكنها التي تسبح فيها في الفضاء. ومن ثم يدعو لترك الكويكبات في أماكنها أمنة، والعناية بدلا من ذلك باصطياد عناصرها الثمينة من مواقع ارتطامها بالأرض.

 |الفصل الحادي عشر: معالم بارزة في القشرة الأرضية
ويهدف لتعريف القاري بقيمة مواقع الصدمات النيزكية، والتي تتخذها الدول التي توجد بها كمواقع تراثية يؤمها آلاف السياح سنويا، وتسهم في دعم الدخل القومي لهذه البلدان التي تعتني بها. ويقدم عددا من الأمثلة على تلك المواقع التي اتخذت متاحف مفتوحة، وألحقت بها البنيات وقاعات العرض، مما أسهم بشكل مباشر في تطوير مناطق تواجدها.

  خاتمة: إدراك ما لا يدرك
ويهدف لدعوة القارئ لتأمل النفع المادي للنيازك التي ربما تكون قد قدمت وتقدم للآن جميع المواد الثمينة التي يحصل عليها الإنسان من القشرة الأرضية.
 
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

هناك تعليق واحد:

. جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | رخصة نشر واستخدام محتويات